روايات رعب

رواية ترب اليهود الفصل الثالث

والمكتوب كان…
“طسم.. نون.. حريديم ..حرف.. نَحضر ..كدمرام …”
ايه الكلام ده ، بعدت إيدي عن الكتاب بسرعة لأن الجرح اللي في إيدي نزل منه دم ونقط على الصفحة، وهنا لقيت ايد بتتحط على كتفي، شهقت شهقة جامدة حسيت ان قلبي هيقف
حركت رقبتي بسرعة وأنا مرعوبة…
-انتي بتهببي إيه ؟ فتحتي الشنطة برضه، انتي ايه يا شيخة مفيش فايدة فيكي.
قالها سليم وأنا مش ملمومة على أعصابي، الخضة كانت مِلجمة لساني، بلعت ريقي اللي كان ناشف وقولت …
-أا.. أنا.. أنا كنت فاكرة إن الشنطة فيها فلوس وانت مش عايزني أعرف، عشان تتجوز عليا.
وفي اللحظة دي باب الأوضة اترزع فجأة
***************
اتكلم بلهجة صعيدية وقال…
-انت هتجنني .. إزاي تنسى الشنطة في التاكسي يا ألبيرتير، هي دي حاجة تتنسي؟!
-أنا كنت متوتر جدًا.. و..وانت ماكُنتش بترد عليا يا شيخ عياش وكنت خايف ماتكونش جيت على حسب معادنا، ومش عارف إزاي أنا نسيتها، أنا هتجنن.
-أنا كنت عامل تليفوني صامت لإني كُنت جوة الترب، وبظبط مع التربي المسؤول هناك وماكُنتش عايز شوشرة.
-طب وهنعمل ايه دلوقتي؟
-أنا هتصرف وهوصل للشنطة بطريقتي.. بس على الله اللي لقاها مايكونش فتحها.
**************
حنان قالت وهي خايفة…
-إيه اللي رزع الباب كده يا سليم؟!!
-الجو صعب يا حنان وأكيد الهوا هو اللي رزع الباب.. بس ايه ده !!، إنتي غرقتي صفحات الكتاب بالدم، الله يخربيتك.
-معلش الجرح اللي في إيدي نقط على الصفحة.
بصيت على باقي محتويات الشنطة وقولت…
– وإيه الخرايط والمخطوطات الغريبة دي ولإيه بالظبط؟!
-دي مكتوبة بلغة أجنبية بس مش إنجليزي ده شبه العـ.بري.
-انا حاسس ان الخرائط دي بترسم طريق الوصول لشيء.. كنز مثلاً.. أه أكيد كنز.. والموضوع ده أكيد ليه علاقة بترب اليـ!!!هود، أنا هخلي الشنطة دي معايا وبكرة هشوف هعمل إيه.
– طول ما الحكاية فيها كنز، يبقي لازم تاخد حلاوة كبيرة من صاحب الشنطة.
-اخد حلاوة.. انتي طيبة اوي يا حنان.. يلا يلا عشان ننام.
لبست الجلابية اللي بتريحني في النوم وحطيت راسي على المخدة وقعدت أحلم.. هي لو الخرايط دي بتوصل لكنز فعلًا، تبقى أكيد مهمة جدًا لصاحبها، وزمانه هيتجنن ويوصلها بأي تمن، وأنا اللي هحدد التمن.. ولما آخد الفلوس هقدر أوصل للهدف اللي بقالي سنين نفسي أوصله ونار قلبي تبرد..
جه صوت من دماغي وقال: بس انت مش شايف إنك مسهل المواضيع أوي ، ما انت ممكن ماتلاقيش الراجل أصلًا وكل اللي بتحلم بيه ده يطلع على فشوش..رديت عليه بصوت مسموع: يا عم أنت بتقفلني ليه، كل حاجة هتمشي تمام إن شاء الله بكرة هطلع على ترب اليـ!!!هود، وهو أكيد هيكون هناك لأنه محتاج الشنطة دية .. وفي وسط كلامي مع أفكاري ظهر قط أسود قدام باب الأوضة، لا أنا عارف هو جه منين ولا دخل الشقة إزاي!؟، بصلي بعيونه المنورة في الضلمة وراح باصص على الشنطة وماكملش ثواني واتحرك من قدامي، قومت وراه جري عشان أخرجه من الشقة، فضلت ألف في الصالة وأزحزح كل الكنب ماكانش موجود، دخلت كل الاوض وبصيت تحت كل السراير مالاقتش ليه اي أثر.. وكأنه فص ملح وداب، وقفت شوية وقولت هو راح فين ده ؟، وماعرفش ليه حسيت إني اتوترت.. بَصِت القط على الشنطة خلتني مش مرتاح.. رجعت على سريري وأنا مدلدل راسي ومحتار وبقول لنفسي هيكون راح فين يعني ؟، ده مفيش أي مخرج يخرج منه، البلكونة مقفولة وباب الشقة مقفول.. مارضتش أحكي لحنان لأنها لو عرفت ممكن تخدها جري لحد بيت أبوها، دي بتخاف من خيالها، حاولت أغمض عيني وأنام، بس كل ما أغمضها أحس إنه رجع وبيبص عليا فأرجع أفتح عيني تاني، فضلت على الحالة دي حوالي نص ساعة لحد ما غلبني النوم وياريته ما غلبني، لأني حلمت بيه.. نفس القط بملامحه الجامدة الثابتة بس كان حجمه أضعاف وأكبر بكتير من الحجم اللي شوفته عليه، كتلة فرو سودة ضخمة، أنيابه بتلمع في الضلمة، فتح بوقه على الآخر وبدأ يسحب كل الأوكسجين اللي في الأوضة، حسيت إني مش قادر أتنفس، كنت بتخنق.. اتحرك ناحيتي ومع كل خطوة منه كان حجم بُقه بيكبر أكتر لحد ما فتحة بوقه وصلت للسقف ، واتغطت الرؤية قصادي بسواد بُقه المخيف، ثقب أسود بيبلع كل حاجة حواليه وهيبلعني أنا كمان، حطيت إيدي على السرير ورجعت لورا عشان أبعد عنه ، ولكن إيدي
غرست في شئ سخن لزج لما رفعتها لقيتها غرقانة دم إلتفت ورايا، لقيت قطع دم متجلطة وحنان راسها مفصولة عن جسمها والدم سايل منها!.. صرخت بأعلي صوتي
ومع صرختي قومت مفزوع من النوم، بصيت حواليا مالاقتش القط الحمد لله، بصيت على حنان لقيت راسها مفصولة عن جسمها برضه، إتجمدت مكاني وأنا مبرق لها .. رجعت لورا ولكن إيدي نزلت على الفراغ لأني كنت نايم على طرف السرير ففقدت التوازن ووقعت .. جسمي اتخبط في الأرض جامد، كنت بتألم من الخبطة ومع أنيني وصوتي المكتوم من الألم سمعت صوت خربشة أو احتكاك في الأرض، بصيت بجنب عيني تحت السرير.. لقيت القط وعلى وشه ملامح الغضب، بيحك مخالبه في الأرض وكأنه بيستعد عشان يهجم عليا، قومت جري، خرجت برة الأوضة، خرج ورايا .. رُحت على باب الشقة عشان أهرب منه ولكن الباب مش عايز يفتح.. الباب مقفول بقفل خفي أنا مش شايفهُ، لفيت وشي ناحيتهُ وسندت ضهري على الباب، وهنا هو قرب مني ووقف على رجليه الخلفية وكأنه إنسان بهيئته وحجمه،
أنيابه حادة مقطعة شفايفه اللي تحت وغارزة فيها ..والدم خارج منها وبيسيل على بوقه ،جسمي اتكهرب، عضم ركبي كان بيخبط في بعضه من الخوف قولتله برعب
-انت عايز مني إيه ؟!!
بصلي بغضب أكتر وزمجر في وشي بصوت بشع وكأن سؤالي مش في محله، وفجأة النور قطع .. بقيت بلوش بإيدي وأنا مرعوب، بحاول أدافع عن نفسي، وفي نفس الوقت مُتأكد ان كل اللي بعمله ده مامنوش فايدة لو فكر هو يهجم عليا.. بس الغريب إنه ماكانش بيهجم، ماكانش بيتحرك، ثابت مطرحه، تعبت وأعصابي مابقتش عارف اتلم عليها، انهارت وتنيت ركبتي ونزلت على الأرض..وأنا بقوله ..
-أنت عايز مني ايه؟
وفجأة اترمى فوق جسمي زي الجاثوم، صرخت صرخة كانت قادرة تقوم حنان من موتها.. قصدي من نومها، لأنها قامت مفزوعة من صوت صرختي وقالت …
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. مالك يا سليم؟!!
كنت باخد نفسي بالعافية ، رديت عليها وانا ببلع ريقي …
-كابوس ..كابوس تقيل أوي يا حنان، أنا حلمت بكابوس جوة الكابوس.
مسكت كوباية المياة من على الكومدينو اللي جنبي وبصيت على حنان لقيتها أخيرًا راسها في مكانها الطبيعي.. طبطت حنان على كتفي وهي بتقولي…
-ربنا يجعله خير ان شاء الله ..طب ماتحكيش الحلم عشان ميتفسرش.
قولتلها وانا برجع الكوباية مكانها …
-ده مايتحكيش ..مايتحكيش أبدًا يا حنان ..نامي إنتي وانا هقوم اخبط وشي بشوية ماية وهاشرب سيجارة في البلكونة و…
ولسه ماخلصتش كلامي ولقيت حنان نامت أو دخلت في غيبوبة على ما أظن .. هه.. دي بتشخر، تبقى ما فقدتش الوعي الحمد لله، اتحركت بهدوء عشان مقلقهاش وأقطع معزوفتها الموسيقية..اتحركت للحمام غسلت وشي وبصيت على المراية بس شوفت حاجة غريبة في انعكاسي اللي في المراية، خيط دم نازل من مناخيري لونه غامق، غسلت مكان الدم بشوية مايّة وخدت الفوطة المتعلقة جنبي، ومسحت مناخيري وأنا مستغرب، إيه ده ؟.. هو انا تعبت فجأة ؟ بس النزيف وقف وماطولش، فضلت واقف شوية وأنا بحاول ألاقي تفسير للدم ده، وبعدها خرجت من الحمام ودخلت البلكونة، قعدت على الكرسي الهزاز وفضلت أفكر، هو إيه الدم اللي نزل من مناخيري ده؟ وإيه سببه ؟.. وإيه حكاية القط ده؟ ممكن يكون بسبب الكلام اللي قرأته حنان من الكتاب ؟ بس ليه ماظهرلهاش.. ما هي اللي قرأت!.. بلعت ريقي وقولت ربنا يستر، الشروق خلاص بيشق ظلام الليل ببطء،فضلت قاعد وبتتلاعب بيا أفكاري السودة لفترة، لحد ما حسيت ان راسي وجعتني من التفكير قولت أنا لازم أوقف الطاحونة اللي دايرة في دماغي دي، جبت الجرنال من الصالة ورجعت تاني على البلكونة اللي جوها أتحسن كتير بعد ما خلص المطر، الجو بقى دفى نسبيًا، فتحت الجرنال على مقال عنوانهُ
“الذباب وأهميته للإنسان”، استغربت العنوان وقولت دبان إيه اللي مهم !!، دي أكتر حشرة أنا بكرها، دي بتقف على الزبالة وبعدها تجي تقف على وشي، والواحد يفضل يهش فيها وهي البعيدة لا بتفهم ولا بتحس .. بدأت أقرأ وقولت دي فرصة اشغل دماغي بأي حاجة، المقال كان مكتوب بشكل جميل وبلغة بسيطة وقدرت أخرج منه بمعلومات بتقول ان الدبان أهميته كبيرة جدًا عكس ما أنا فاهم، الدبان بكل أنواعه بيتغذي على الجراثيم والبكتيريا اللي بتفرز من الجثث، ولو اختفى الدبان من الوجود هيحصل خلل بيئي كارثي، والبكتيريا والفيروسات دي هتنتشر بشكل كبير والضرر هيبقى كبير جدًا على البشر ، والإنسان هيضطر يصرف مليارات الدولارات عشان يلاقي بديل صناعي مناسب يقوم بنفس المهمة اللي بيقوم بيها الدبان، وممكن البديل ده مايعملش الدور اللي بيعمله الدبان بنفس الكفاءة .. قفلت الجرنال وانا بقول ، سبحان الله حشرة ضعيفة زي دي لو اختفت هتحصل كارثة، وهنا سمعت خبط على باب الشقة ،
معرفش ليه للحظة حسيت إن اللي ورا الباب ده مش خير ماكُنتش عايز أفتح ، ماكُنتش عايز أشوف حد، بس الخبط أستمر، الساعة كانت ٦صباحاً.. حنان قامت من النوم وعنيها مقفلة وبتهرش في شعرها المنكوش وقالت…
-انت مابتفتحش الباب ليه يا سليم ؟!في حد بيخبط.
شاورتلها بمعنى أدخلي يا ستي كملي اللي كنتي بتعمليه، بس
حنان عادت عليا الكلام تاني بتصميم
-يا سليم في حد بيخبط.
اتشنجت عليها وقولتلها
-يوووه.. أنا أكيد سامع ومتطرشتش ، عارف إن في حد بيخبط على أم الباب.. أدخلي إنتي كملي موت، قصدي كملي نوم.
دخلت وهي مكملة هرش في راسها ..رفعت راسي للسقف وقولت …
-إرحمني يا رب برحمتك.
الخبط ماوقفش ولسه مُستمر برغم صوتنا اللي كان عالي ..ده شخص مستفز أوي اللي على الباب ده .. قربت من الباب وفتحته وأنا ناوي اديله كلمتين في عضمه، بس إيه ده!،
ده مفيش حد قدام الباب، خرجت برة على السلم وفضلت أبص فوق وتحت ولكن ماكانش فيه حد، وده مين الخارق اللي قدر يخبط ويطير في جزء من الثانية ده! .. أه هو يوم مش هيعدي على خير أنا عارف.. قفلت الباب وأنا حاسس ان في حاجة مش طبيعية بتحصل أو هتحصل، وقفت ورا الباب وفضلت باصص من العين السحرية عشان لو حد خبط تاني أفتح بسرعة واقفشه.. كنت بقنع نفسي إنه أكيد عيل صغير من العيال العفاريت ولاد الجيران اللي بيخبطوا ويجروا
وفي وسط إنتظاري اللي طول من غير ما حد يخبط ..كانت أعصابي بتتحرق من الإنتظار ..وهنا شميت ريحة شياط ، أكيد دي مش ريحة أعصابي، اتحركت ناحية المطبخ لتكون حنان نسيت حاجة في الفرن أو على البوتجاز.. ما أصل أنا ناقصها
وصلت المطبخ بس ماكانش في حاجة والريحة شبه اختفت، سمعت صوت الخبط على الباب تاني شديت ديل الجلابية في سناني وجريت بسرعة زي الصاروخ على الباب وفتحته .. ولكن ماكانش فيه حد برضه، جزيت على سناني وقولت في سري.. يا ولاد الملاعين، أنا هتجنن، مين اللي بيخبط ويجري ده.. بصيت تاني على السلم وبرضه ملاقتش حد رجعت على الشقة وأنا محتار.. ولكن ريحة الشياط زادت، بقيت بلف في الشقة عشان أعرف إيه مصدر الريحة دي، لمحت وأنا معدي من قدام أوضة النوم دخان خارج من ضرفة الدولاب.. جريت بسرعة عليه وفتحت الدولاب عشان ألاقي النار بتاكل وبتنهش كل حاجة، أتصدمت وصرخت في حنان عشان تقوم بسرعة، قامت مفزوعة، جريت بسرعة على الحمام وجبت جردل ماية ورميته على الدولاب.. حنان كانت لسه مخضوضة من المنظر واقفة متنحة بس أنا صرخت فيها عشان تساعدني ونسيطر على النار، اتحركت وبقت تناولني الماية وأنا ارميها على النار.. لحد ما بدأ يخرج الدخان الأسود الي بيقول أن النار بقت في مرحلة الإحتضار، وفعلاً زاد الدخان الأسود جدًا والنار خمدت تمامًا ولكن الدخان ده أتجمع ورسم وش لقط أسود عاقد حواجبه ورافع عيونه لفوق وبيبصلي بغضب كانت نظرته مخيفة .. خلتني حاوطت حنان بإيدي ورجعت بيها كام خطوة لورا.. وبعد لحظات اختفى، حنان قالت وهي بتترعش…
– هو إيه اللي حصل يا سليم، إيه اللي جاب النار جوة الدولاب؟!!
استغربت لأنها متكلمتش عن القط شكلها ماشفتوش، بلعت ريقي ورديت عليها…
– مش عارف .. افتحي معايا الشبابيك عشان ريحة الدخان تخرج برة الشقة.
حنان بصتلي وقالت …
– إيه ده ؟!! أنت مناخيرك بتنزف.
حطيت إيدي على مناخيري كان نفس الخيط اللي نزل قبل كده.. خيط دم أحمرغامق، خرجت منديل من جيبي ومسحت الدم لحد ما وقف النزيف، وسألت نفسي ..هي إيه الحكاية ؟
هو أنا عشان دخلت الحمام أتكرر النزيف ولا ايه ؟!
اتحركت للحمام ودخلت وأول ما دخلت رجع النزيف تاني ونزل الدم من مناخيري ..لا لا في حاجة غلط ..وقفت قدام الحوض وفضلت أغسل الدم ..رفعت وشي وبصيت في المراية وهنا لمحت فيها إنعكاس القط الأسود جنب قاعدة التواليت، بصيت ورايا ولكنه اختفى .. اتأكدت ان الحمام مش أمان خرجت بسرعة، وقولت لحنان…
– ماتدخليش الحمام خالص.. أنا هقفله.
– إزاي يعني، وأنا لما احب اعمل حمام أروح فين؟!
– روحي عند الجيران الناس لبعضيها.
-انت بتهزر هخبط على الناس عشان أدخل الحمام عندهم.
رديت عليها بنرفزة …
-هنعمل إيه يعني، ما هو إنتي شكلك جبتلنا مصيبة بسبب اللي أنتي قرأتيه من الكتاب .. الله يخرب بيت أم فضولك على أبو عبطك.. أنا هروح أشغل إذاعة القرآن الكريم عشان ربنا يبعد عننا شر الجن .. وعبط الإنس.
– أنت تقصدي أنا بعبط الإنس… شكراً يا سليم.
– لا لا سمح الله.. أنا اللي عبيط ، ادخلي يا حنان ..ادخلي يا حنان شوفي الهدوم اللي ماتحرقتش وتنفع تتلبس.
فتحت الشبابيك وشغلت الراديو على إذاعة القرآن الكريم ورفعت إريال الإشارة عشان يلقط وفعلاً اشتغل القرآن،
أنا مؤمن جدًا ان الجن ضعيف مهما كانت قوته قدام كلام ربنا، وأي مكان بيتذكر فيه اسم الله هما بيهربوا منه، دخلت البلكونة اشرب سيجارة، بحب قعدة البلكونة برغم إنها صغيرة شوية.. لا مش شوية هي صغيرة أوي، ماعرفش مين المهندس اللي صممها بالشكل الغريب ده، هي يا دوب واخده الكرسي الهزاز بالعافية، بس وضعية الكرسي في البلكونة معكوسة، بمعنى إني لما بقعد على الكرسي مش بَبُص للشارع، لا انا بَبُص لجوة الشقة ضهري بيكون لسور البلكونة اللي بينه وبين الكرسي مساحة صغيرة عشان تسمح إنه يتهز، ولو حبيت أفرد رجلي، رجلي بتبقى جوة الأوضة، وضع مقلوب بعيد عنك ..بس أنا مضطر لأني بقفل إزاز البلكونة عليا لما بشرب سيجارة وده لأن حنان بتقلبها مناحة وتفضل تصرخ لو شمت ريحة السجاير جوة الشقة، فببقى عامل زي المحبوس في أوضة الكلب.. يلا الحمد لله على كل حال، اللهم لا اعتراض.. بس أنا بقى المرة دي هولع السيجارة من غير ما أقفل عليا البلكونة.. وأكيد حنان مش هتلاحظ ريحة دخان السيجارة من ريحة الشياط والدخان اللي مغرقة الشقة.. ولعت السيجارة وخدت نفس واتنين ولكن لقيت حنان بتصرخ، قولت تبقى شَمت ريحة السجاير، دي مناخيرها ولا كلاب الشرطة، لميت رجلي بسرعة عشان أقفل عليا إزاز البلكونة، بس قبل ما أقفل البلكونة.. شوفت خارج من أوضة النوم نُقط حمرا بتجري ناحيتي زي السهام، دول مش بيجروا دول بينطوا.. لما دققت النظر فيهم عرفت إنهم عيون حمرا لشئ أنا مش شايفه كويس كائنات سوداء غريبة، هم شبه القطط بس هما مش قطط.. هما مسوخ مُخيفة، اترعبت من منظرهم، وف لمح البصر كانوا قربوا مني جدًا، قفلت إزاز البلكونة بسرعة عليا علي أمل إنه يحميني منهم، بس هما كملوا ونطوا على إزاز البلكونة بقوة فإتكسر واخترقوه ..حطيت إيدي على وشي لأن الإزاز طار في كل حتة، ولكني اتفزعت لأني حسيت بيهم على جسمي، رفعت إيدي من على وشي بسرعة.. لقيتهم واقفين على صدري وعلى رجلي، شوفتهم.. شوفتهم بوضوح وشهم كان شكله مُخيف، مُرعب، حجمهم صغير بس منظرهم كان قادر يخليني أرمي نفسي من البلكونة، وشوش سودة وعيون حمرا وصوابع طويلة ماتتناسبش أبدًا مع حجمهم الصغير بقيت بخبطهم وانطرهم بعيد بإيدي اللي ماكانش فيها أعصاب أصلًا، بس الخوف هو اللي كان بيحركها.. ملمس جسمهم الخشن خلى جسمي يقشعر وأنا بضربهم .. وفجأة واحد منهم وهو أكبرهم في الحجم نط على وشي وقام ضرب صباعه الطويل في مناخيري.. حسيت إنه اخترق جمجمتي ووصل لمخي وغرز صباعه فيه .. روحي كانت بتتسحب مني، غمضت عيني وصرخت من الألم ، حسيت إن شريط ذكرياتي كله بيظهر قدام عيني، ذكريات مشوشة مش مترتبة، خبطت الشئ ده بقوة فبعد عني، فتحت عيني بالعافية، كانوا اختفوا كلهم ، وكأنهم ماكنوش موجودين أصلًا، صداع رهيب مسكني وبدأ النزيف من جديد.. خيط دم نازل من مناخيري بس المرة دي كان لونه أسود وبينزل بغزارة لدرجة ان الدم غرق الجلابية، قومت عشان أجيب منديل.. بس اللي وقفني مكاني مستغرب إني لقيت إزاز البلكونة كله سليم ومش مكسور، حطيت إيدي على مناخيري عشان ماتنزفش على الأرض بس شكل النزيف وقف فجأة فتحت الإزاز وأنا مش فاهم حاجة، بصيت على الراديو لقيت القرآن اللي كنت مشغله اتطفى و إريال الإشارة مرمي على الأرض ومَتني وكأن حد مطبقهُ بإيده.. اتقبضت وخوفت بجد.. أنا بطبيعتي مابخافش بسهولة وباخد كل حاجة بهزار ولكن هما قدروا يدخلوا الخوف لقلبي .. دخلت على حنان لقيتها قاعدة على الأرض ومربعة رجليها وبتفرز في الهدوم، قلعت الجلابية وانا بحاول أفهم أي حاجة .. قولت لحنان
-هاتي أي حاجة ألبسها يا حنان ال…
بس مكملتش كلامي لأني بصيت على الجلابية لقيت الدم اختفى .. إيه ده ؟.. إزاي ! هو أنا كنت صاحي ولا نمت وده كان كابوس، طب قومت من النوم إمتى؟ يعني في أنهي لحظة بالظبط !.. ولا اللي حصل ده كله وهم ومفيش حاجة منه حصلت، بس أنا شوفت الدم الأسود بعيني وراسي لسه مصدعة و إيريال الراديو.. بصيت على الإريال لقيته موجود مكانه على الراديو، لا لا.. مش معقول، انا كان بيتهيألي بس ده القرآن اتطفى ، قطع سرحاني كلام حنان اللي قالت…
– إنت هتفضل واقف كده تتفرج عليا تعالى ساعدني في المصيبة دي، الهدوم كلها ولعت.
-هو إنتي صرختي يا حنان لما شميتي ريحة السجاير؟
سألت السؤال وأنا عارف ان دخول ريحة السجاير للشقة بالنسبة لحنان جريمة ممكن تقعد تحاسبني عليها الباقي من عمري، بس كان نفسي أسمع منها إنها صرخت فعلاً وإن اللي حصل ده حقيقي مش وهم
حنان لما سمعت سؤالي ، ساندت كوعها على رجلها المتربعة واللي كانت بتهزها وفردت صباعها الطويل على خدها والقصير تحت دقنها ورفعت حاجبها لفوق وقالت اللي كمل صدمتي..
– وهو انت شربت سجاير جوة الشقة يا أستاذ؟
رديت بنفاذ صبر…
– يا حنااااان …يا حنان أرحمي أمي وقوليلي إنتي صرختي ولا لأ.
– لا يا سيدي ماصرختش، هو أنا مجنونة؟
– مجنونة! .. لا طبعا، مجنونة إزاي ؟.. إنتي ناوية بس تجنني اللي جابوني، امال اللي أنا سمعته وشوفته ده كان إيه !!
وقتها ضرب جرس التليفون الأرضي.. اتحركت للصالة
ومسكت السماعة ورفعتها على ودني …
– ألو..مين معايا ؟
– أنا .. أنا اللي ركبت معاك التاكسي امبارح ووصلتني لترب اليـ!!!هود..أنا نسيت الشنطة بتاعتي معاك في التاكسي بتاعك.
-أيوة أيوة.. الشنطة، وأنت جبت رقمي منين؟!
-هقولك لما تيجي، أنا عايزك تقابلني في المكان اللي أنا هبلغك بيه ..وياريت لو نتقابل دلوقتي.
صيغة الأمر اللي بيكلمني بيها ضايقتني بس مسكت نفسي ورديت عليه…
-لا ماينفعش ..أنا لسه مانمتش من امبارح.. هنام ونتقابل النهاردة على الساعة ٩ بالليل أكون صحيت.
سِكت شوية وبعدها قالي…
– خلاص ماشي، خد العنوان اللي هنتقابل فيه بس يا ريت ماتتأخرش عليا.
كتبت العنوان وقولتله…
– تمام ..على معادنا بالليل.
قفلت السكة وقعدت في الصالة مستغرب، هو جاب رقمي منين و إزاي ؟ وإستغربت اكتر من المنطقة اللي عايز يقابلني فيها، دي منطقة شبة مقطوعة أنا عارفها كويس.. أحداث غريبة حصلت وبتحصل من ساعة ما الراجل ده ركب معايا التاكسي
يُتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى